أفلام الجوائز الكبرى: أبرز الترشيحات لجائزة الأوسكار هذا العام 2025

شهد موسم جوائز الأوسكار لعام 2025 تنافسًا محتدمًا بين مجموعة متميزة من الأفلام التي حظيت بإشادة النقاد والجمهور على حد سواء، وقد تنوعت الأعمال المرشحة ما بين الدراما، الموسيقى، السيرة الذاتية، والخيال العلمي، مما أضفى على هذا العام طابعًا خاصًا يعكس ثراء وتنوع الإنتاج السينمائي العالمي.

تصدر فيلم “إميليا بيريز” قائمة الترشيحات بعد أن نال 13 ترشيحًا، ليصبح بذلك أكثر فيلم غير ناطق بالإنجليزية ترشيحًا في تاريخ الأوسكار. يروي الفيلم قصة زعيم عصابة مكسيكي يقرر الخضوع لعملية تحول جنسي بمساعدة محاميته، ليبدأ حياة جديدة كامرأة. ما جذب الأنظار بشكل خاص هو ترشيح كارلا صوفيا غاسكون لجائزة أفضل ممثلة، وهي أول امرأة متحولة جنسيًا تصل إلى هذه الفئة، ما مثّل لحظة مفصلية في تاريخ الأكاديمية من حيث تمثيل المجتمعات المهمشة. أما فيلم “ويكد”، المستوحى من المسرحية الموسيقية الشهيرة، فقد نال 10 ترشيحات من بينها أفضل فيلم وأفضل تصميم إنتاج وتصميم أزياء. الفيلم يعيد تقديم القصة غير المروية لساحرة الغرب الشريرة من عالم أوز، ويمزج ببراعة بين الغناء والدراما والخيال. في المقابل، حصل فيلم “البروتاليست” على 10 ترشيحات أيضًا، من ضمنها أفضل فيلم وأفضل مخرج لبرادي كوربيت وأفضل ممثل لأدريان برودي. يسرد الفيلم حكاية مهندس معماري مجري انتقل إلى الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية، وواجه صراعات ثقافية وشخصية في سعيه لتحقيق رؤيته الحداثية وسط مجتمع أمريكي متغير. من الأفلام التي شكلت مفاجأة قوية في الترشيحات كان فيلم “أنورا”، الذي حصد 6 ترشيحات مهمة، أبرزها أفضل فيلم وأفضل مخرج لشون بيكر وأفضل ممثلة لمايكي ماديسون. الفيلم يحكي قصة راقصة تعري في بروكلين تقع في حب ابن ملياردير روسي، وتجد نفسها وسط شبكة من التعقيدات الاجتماعية والعاطفية.

اجتماع الكرادلة

برز فيلم “اجتماع الكرادلة” بين أبرز الأعمال هذا العام بعد ترشحه لثماني جوائز، منها أفضل فيلم وأفضل إخراج لإدوارد بيرغر. تدور أحداثه داخل أروقة الفاتيكان حيث تجتمع النخبة الكنسية لاختيار البابا الجديد، وسط مؤامرات وكشف لأسرار ماضية تهدد وحدة الكنيسة. في مجال السيرة الذاتية، جاء فيلم “كامل المجهول” بقوة مع 8 ترشيحات، منها أفضل فيلم وأفضل ممثل لتيموثي شالاميه عن أدائه اللافت في تجسيد شخصية المغني الأسطوري بوب ديلان. تناول الفيلم فصولًا متعددة من حياة ديلان، جامعًا بين الموسيقى والسياسة والهوية الثقافية. ولم يغب الخيال العلمي عن الترشيحات، حيث عاد فيلم “ديون: الجزء الثاني” ليكمل نجاح الجزء الأول من السلسلة. حاز الفيلم على ترشيحات عدة أبرزها أفضل فيلم وأفضل تصوير سينمائي، واستمر في بناء عالم ملحمي قائم على رواية فرانك هربرت، مع تقديم مشاهد بصرية مبهرة وقصص إنسانية معقدة. أما البرازيل فكانت ممثلة هذا العام بفيلم “أنا ما زلت هنا”، الذي نافس في فئة أفضل فيلم دولي، بالإضافة إلى ترشيحه لأفضل ممثلة من خلال أداء فرناندا توريس. يسلط الفيلم الضوء على امرأة تعيش في ضواحي ساو باولو وتحاول النجاة وسط تحديات اقتصادية واجتماعية كبيرة. أحد أكثر الأعمال تأثيرًا كان “نيكل بويز”، المقتبس من رواية حائزة على جائزة بوليتزر. رُشح الفيلم لجائزة أفضل فيلم وأفضل سيناريو مقتبس، وسلط الضوء على واقع قاسٍ عاشه أطفال في مدرسة إصلاحية بفلوريدا، كاشفًا عن انتهاكات ومآسٍ حقيقية ظلت طي الكتمان لعقود. أما في فئة الرعب النفسي، فقد لمع نجم فيلم “المادة”، الذي حصل على ترشيحات لأفضل فيلم وأفضل مخرجة لكورالي فارغيت،

بالإضافة إلى أفضل ممثلة لديمي مور التي قدّمت أداءً استثنائيًا في دور امرأة تتعرض لتحولات نفسية وجسدية نتيجة تجربة علمية غير متوقعة. ما يميز ترشيحات هذا العام هو التنوع الثقافي والجغرافي والموضوعي، حيث اجتمعت أفلام من مختلف أنحاء العالم لتتنافس جنبًا إلى جنب على أبرز الجوائز. كما أن وجود أسماء جديدة ووجوه شابة في الترشيحات يعكس تحولًا في رؤية الأكاديمية ويعزز توجهها نحو مزيد من الشمول والابتكار في تقدير الفن السينمائي. وبينما نترقب ليلة الأوسكار المرتقبة، يبقى من المؤكد أن هذه النسخة ستُسجل كواحدة من أكثر الدورات تميزًا في تاريخ الجائزة، سواء من حيث طبيعة الأعمال أو الرسائل الإنسانية العميقة التي تقدمها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى