“من الأحد إلى الخميس”… ثلاث حكايات ووشاح من الجريمة

مدخل إلى عالم الجريمة المقنّعة
في المشهد الدرامي الخليجي المتنوع، يبرز المسلسل الكويتي “من الأحد إلى الخميس“ كعمل درامي جريء، ينقل المشاهد إلى مناطق إنسانية حساسة عبر بوابة الجريمة والإثارة. العمل لا يكتفي بعرض حبكة درامية مشوقة، بل يعالج قضايا اجتماعية تمس جوهر الإنسان، وتثير أسئلة أخلاقية معقدة يصعب الهروب منها.
هذا المسلسل لا يروي حكاية واحدة، بل ثلاث قصص متشابكة تنبض بالحياة والشك والخوف… يجمعها عنوان واحد، ويشتتها مصير مفتوح على كل الاحتمالات.
حبكة العمل: حين تتقاطع القلوب مع القوانين
يقدّم “من الأحد إلى الخميس“ ثلاث قصص متوازية، يجمع بينها عنصر مشترك هو الجريمة، ولكن ما يجعل هذا المسلسل مختلفًا هو الطريقة التي تتشكل بها الجريمة داخل قالب إنساني وعاطفي، بعيدًا عن القوالب النمطية.
1. مها: الجريمة باسم الحب
بطلتنا في القصة الأولى هي مها، امرأة تجد نفسها فجأة على حافة المجهول حين ترتكب جريمة غير متعمدة دفاعًا عن زوجها. ورغم أن النية كانت نبيّلة، إلا أن النتائج تنقلب ضدها، فتبدأ رحلة مضنية في محاولة إخفاء الحقيقة. هنا يتحول الحب إلى عبء، والخوف إلى ظلال ثقيلة تطاردها كل يوم.
2. فاطمة: حين يصبح الزواج فخًا
القصة الثانية تروي مأساة فاطمة، الفتاة التي تقع ضحية خداع محكم من رجل لا يُعرف له أصل، يدّعي أنه رجل أعمال ثري فقط ليكسب قلبها. وبعد الزواج، يبدأ القناع في السقوط، وتكتشف أن الرجل الذي اختارته لم يكن سوى كذبة تمشي على قدمين.
3. شهرة قاتلة
أما القصة الثالثة، فتنقلنا إلى عالم المشاهير وصناعة الصورة. أحد المؤثرين على مواقع التواصل يُجرّ إلى جريمة لم تكن في الحسبان، وهنا تبدأ معركة شرسة بين ما يُنشر على الشاشات وبين الحقيقة التي تختبئ خلف الستار.
هي قصة تُسلّط الضوء على الوجه الآخر للشهرة، وتُظهر كيف يمكن للأضواء أن تحجب الحقائق، وأحيانًا… تغتالها.
دراما تمزج بين التشويق والواقع
يتميّز المسلسل بقدرته على شدّ الانتباه منذ أول لحظة، من خلال سيناريو محبوك، وتفاصيل دقيقة تكشف الطبقات النفسية للشخصيات.
التشويق لا يأتي من مشاهد المطاردات أو العنف، بل من التوتر النفسي، والتساؤلات التي تلاحق المشاهد:
ماذا لو كنت مكانهم؟ هل الحب يبرّر الجريمة؟ وهل يمكن للكذب أن يؤسس حياة؟
أداء تمثيلي متمكّن من الطراز الأول
يُسند نجاح المسلسل إلى نخبة من نجوم الدراما الخليجية الذين قدّموا أداءً متقنًا ومتوازنًا:
- فوز الشطي: قدمت شخصية مها بواقعية مؤلمة، واستطاعت أن تجسّد الصراع بين الضمير والواجب.
- محمد الدوسري: أبدع في تقديم شخصية معقدة تتأرجح بين الغموض والتمثيل الاجتماعي.
- إيمان فيصل وشهد سلمان: أضفتا على العمل بعدًا عاطفيًا صادقًا، يدفع المشاهد للتعاطف.
- رانيا شهاب: ظهرت بإطلالة تمثيلية رصينة تؤكد مكانتها في المشهد الفني الخليجي.
الانسجام بين الفريق التمثيلي يُظهر قوة الإخراج ورؤية إنتاجية واثقة سعت إلى تقديم تجربة درامية ناضجة ومتكاملة.
يمكنك مشاهدة مسلسل من الاحد الى الخميس على موقع : فيديو نسمات
تصنيف العمل: دراما من قلب التشويق
ينتمي مسلسل “من الأحد إلى الخميس” إلى فئة أعمال التشويق والإثارة، لكنه يبتعد عن النمط البوليسي التقليدي، ويغوص عميقًا في الدوافع الإنسانية التي تُفضي إلى الجريمة.
العمل لا يكتفي بالإثارة، بل يقدّمها ضمن قالب اجتماعي وإنساني، مما يجعله مناسبًا لمختلف الأذواق، ويمنح المشاهدين تجربة تفكير وتأمل، إلى جانب المتعة الدرامية.
خاتمة: من الأحد إلى الخميس… رحلة داخل النفس البشرية
مسلسل “من الأحد إلى الخميس” ليس مجرد دراما أسبوعية، بل هو مرآة لواقع معقّد، فيه تتشابك النوايا مع الأفعال، والحب مع الندم، والسر مع الفضيحة.
عمل يُذكّرنا أن الجريمة ليست دائمًا وليدة نية خبيثة، بل قد تولد من قلب يريد الخير، لكنه يضل الطريق.
لمن يبحث عن دراما جادة، مؤثرة، ومشوقة حتى الرمق الأخير، فإن “من الأحد إلى الخميس” سيكون الخيار الأمثل… لا يُفوّت.